التاريخ : الثلاثاء 06-06-2023

الخارجية: حماية إسرائيل تحت ذريعة أمنها يشجعها على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق شعبنا    |     الرئيس يهنئ ملك السويد بالعيد الوطني لبلاده    |     عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى    |     مجلس الوزراء يصادق على الإحالة النهائية لصوامع القمح على ائتلاف شركات محلية وعربية    |     "الخارجية" تطالب بتحقيق دولي عاجل في جريمة قتل الطفل التميمي ومحاسبة مرتكبيها    |     الرئيس يهنئ إدغارز رينكيفيتش بانتخابه رئيسا لجمهورية لاتفيا    |     الرئيس يهنئ ملكة الدنمارك بذكرى يوم الدستور    |     البرلمان العربي يدعو لمحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني    |     الرئيس يهنئ العاهل الأردني بزفاف نجله ولي العهد    |     اشتية: إسرائيل تقوّض بجرائمها بحق شعبنا فرصة إقامة الدولة الفلسطينية    |     بذكرى النكسة: الجامعة العربية تطالب مجلس الأمن بإلزام إسرائيل بإنهاء احتلالها لأرض فلسطين    |     تونس: المجلس التنفيذي "للألكسو" يعتمد قرارات لصالح القدس وفلسطين وذكرى النكبة    |     خوري في الذكرى الـ56 للنكسة: لا أمن ولا سلام في المنطقة دون إنهاء الاحتلال    |     عشرات المستوطنين يقتحمون "الأقصى"    |     الاحتلال يعتقل 24 مواطنا من الضفة غالبيتهم من رام الله    |     56 عاما على جرح فلسطين النازف (النكسة)    |     المجلس الوطني في ذكرى النكسة: منظمة التحرير ستبقى الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا    |     "فتح" في ذكرى النكسة: سنواصل الكفاح بإصرار أكبر وعزيمة أشد حتى نكنس الاحتلال عن أرضنا وشعبنا    |     انتهاكات الاحتلال: إصابات واقتحامات واعتداءات للمستوطنين    |     مخطط استيطاني جديد للاستيلاء على أكثر من 10 آلاف دونم غرب سلفيت    |     الجامعة العربية تدين جريمة الإهمال الطبي بحق الأسير وليد دقة وتطالب بالضغط للإفراج عنه    |     الاحتلال يعتقل شابا من يعبد ويقتحم قرى في محافظة جنين    |     اجتماع في الأمم المتحدة لجمع التبرعات للأونروا    |     فلسطين ترفع مستوى تمثيلها الدبلوماسي لدى المكسيك إلى سفارة
الصحافة الفلسطينية » تحولات فلسطينية

 تحولات فلسطينية

جريدة القدس

 

بقلم الياس حرفوش 19-3-2012

 تغيرت ايام غزة وتغيرت ايام «حماس». ومثلما كانت المواجهة الاخيرة في القطاع اختباراً جديداً لقدرة العدوان الاسرائيلي على الحاق الخسائر البشرية والاضرار المادية في صفوف الفلسطينيين، وكأننا كنا بحاجة الى دماء فلسطينية جديدة لنكتشف ذلك، فهي كانت ايضاً اختباراً للحركة الاسلامية ولترددها الشجاع في السير في مغامرة هذه المواجهة المكلفة.

لقد امتنعت «حماس» عن المشاركة في التصعيد الاخير على القطاع، على رغم ان الفصائل الاخرى اعتبرته رداً على اقدام اسرائيل على اغتيال زهير القيسي، الامين العام لـ «لجان المقاومة الشعبية» ومعه قيادي في «سرايا القدس» التنظيم العسكري لحركة «الجهاد». وبررت اسرائيل ذلك بأنه رد على استهداف اللجان سياحاً اسرائيليين عند الحدود المصرية في الصيف الماضي. وبدا موقف «حماس» من المواجهة الاخيرة وكأنه استراتيجية جديدة للحركة تضع العمل السياسي في المقام الاول، وذلك من دون التخلي عن مبدأ «المقاومة» الذي اعتمدته منذ خمس سنوات من سيطرتها على غزة.

وهو في كل حال التحليل الذي انتهت اليه حركة «الجهاد الاسلامي» لموقف «حماس»، كما جاء على لسان عبدالله الشامي احد المسؤولين فيها، اذ اعتبر ان حركته ليست في حال منافسة مع «حماس» على الزعامة الشعبية، لكنها في حال منافسة معها على المقاومة. وبالطبع استنتج الشامي ان «حماس» كانت الخاسر الأكبر في هذه المواجهة، بعدما نجحت في «دحر الحركة الاسلامية الى الزاوية»، كما قال.

بينما اعتبر نافذ عزام، عضو المكتب السياسي في حركة «الجهاد الإسلامي» أن دخول «حماس» للسلطة أثر على دورها في المقاومة الفلسطينية، وفي ردها على العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة. وأضاف ان «التصعيد الأخير لم يشهد أي تنسيق بين حركة الجهاد الإسلامي والأخوة في حماس رغم العلاقة الجيدة معهم».

هناك مناخ جديد من التحولات في المواقع السياسية بات يفرض نفسه على الفصائل الفلسطينية، ويعكس التحالفات الجديدة التي تطغى الآن على حركة هذه الفصائل وعلى خطابها السياسي. من علامات هذه التحولات الطلاق الاخير بين «حماس» والقيادة السورية، بسبب خلافات بين قيادات الحركة ودمشق على الاسلوب العنيف الذي اعتمدته القيادة السورية في قمع الانتفاضة. وفي مقابل ذلك هناك التقارب بين «الجهاد الاسلامي» ولجان المقاومة الشعبية في القطاع من جهة والقيادة الايرانية من جهة اخرى. يضاف الى ذلك الدور الذي تلعبه طهران في توسيع شقة الخلافات بين قيادات «حماس» بعد اتفاق المصالحة الاخير مع «فتح»، وهو ما انعكس على خطوات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية.

لقد كانت المواجهة الاخيرة في قطاع غزة اول اختبار لحركة «حماس» ولموقعها الجديد، بعد ان اتسمت خياراتها الاخيرة تحت تأثير انتفاضة سورية والربيع العربي بقدر عالٍ من الواقعية لم نعرفه عنها من قبل. وتكفي مراجعة سريعة لخطاب «حماس» الاخير بالمقارنة مع ما كان عليه خلال الحرب على القطاع ومحاصرته في آخر عام 2008 للدلالة على هذا التحول. فـ «حماس» الآن تلعب دور الوسيط من اجل التهدئة، من خلال الوساطة المصرية بين اسرائيل وحركة «الجهاد»، والتي كانت القاهرة شريكاً اساسياً في ترتيبها. ولا يشبه دور «حماس» هذا سوى الدور الذي لعبته السلطة الفلسطينية بقيادة ابو مازن قبل اكثر من ثلاث سنوات، بين «حماس» والاسرائيليين، وعن طريق الوساطة المصرية ايضاً، لمحاولة وقف القتل الاسرائيلي المجاني للفلسطينيين.

اكثر ما يثير القلق في التحولات الاخيرة على الساحة الفلسطينية ان تكون ورقة فلسطين قد عادت لعبة يستخدمها هذا النظام العربي والاقليمي او ذاك خدمة لمصالحه، على ما شهدنا في العقود الماضية. اذ ليس من قبيل الصدفة ان يتم «اشعال» هذه المواجهة في غزة في الوقت الذي يمر النظام السوري بأزمته المعروفة، فيما تعيش ايران قلق المواجهة مع الغرب بسبب ملفها النووي. انه تحويل للانظار يستحق في نظر المسؤولين عنه والمستفيدين منه التضحية بمغامرة في غزة كلفت ارواح 25 فلسطينياً على الاقل ولم يسقط في المقابل اسرائيلي واحد.

2012-03-19
اطبع ارسل