التاريخ : الجمعة 22-09-2023

الرئيس يهنئ رئيس جمهورية أرمينيا بعيد الاستقلال    |     أبو يوسف يدعو إلى ضرورة الوقوف خلف الرئيس في كلمته أمام الأمم المتحدة    |     المصري: جهود الرئيس مع قادة العالم أعادت القضية الفلسطينية إلى الأجندة الدولية    |     أبو هولي يطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه تمويل "الأونروا" ودعم حقوق اللاجئين    |     العالمية للدفاع عن الأطفال: "المستعربون" قتلوا الطفل خمايسة في جنين لأنه اكتشف وجودهم    |     الاحتلال يجدد أمرا لوضع اليد على 350 دونما من أراضي قرى القدس ورام الله    |     الرئيس يلقي خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم    |     الاحمد يلتقي أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين-المرابطون العميد مصطفى حمدان    |     "الخارجية" ترحب بالجهود السياسية والدبلوماسية العربية والدولية لإحياء عملية السلامرام الله 19-9-2023    |     اشتية ينعى المناضل الوطني والقائد النقابي حيدر إبراهيم    |     برعاية الرئيس: استشاري "فتح" يناقش المتغيرات الإقليمية والدولية وتداعياتها على القضية الفلسطينية    |     الرئيس ينعى المناضل الوطني حيدر إبراهيم    |     الاحتلال يغلق مدخل قرية خلة الميّة شرق يطا جنوب الخليل    |     "فتح" تنعى المناضل النقابي حيدر إبراهيم    |     "الخارجية": استيلاء قوات الاحتلال على منازل الفلسطينيين إرهاب دولة منظم    |     اشتية يدعو الإدارة الأميركية إلى دور فاعل للجم العدوان الإسرائيلي على أرضنا وشعبنا    |     فتوح ينعى المناضل النقابي حيدر إبراهيم    |     الاحتلال يواصل إغلاق معبر بيت حانون لليوم الخامس على التوالي    |     أسرى في سجن "النقب" ينفذون خطوات احتجاجية    |     رئيس الوزراء: إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة أهم شرط لتحقيق التنمية    |     الاحتلال يخطر بهدم 4 منشآت شرق أريحا    |     "بتسيلم": إسرائيل تنفذ "الترانسفير" في عدة تجمعات بالضفة الغربية    |     اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي يدين اقتحام المستوطنين "الأقصى"    |     "العليا لشؤون الكنائس" تطالب بالارتقاء إلى مستوى الخطر الوجودي الذي يتعرض له "الأقصى"
الصحافة الفلسطينية » معاناة اللاجئين في مخيم نهر البارد
معاناة اللاجئين في مخيم نهر البارد

معاناة اللاجئين في مخيم نهر البارد

 

حديث القدس  8-7- 2012

بعد مرور خمس سنوات على المعارك التي دارت في هذا المخيم الواقع شمالي لبنان بين الجيش اللبناني وميليشيا ما يسمى بفتح الإسلام، وما خلفته تلك المعارك من دمار شامل في المخيم وتهجير لسكانه اللاجئين أصلا، ما تزال الإجراءات الأمنية التي فرضت في أعقاب انتهاء المعارك سارية الفعول حتى يومنا هذا، على الرغم من زوال أسبابها والظروف التي فرضت فيها.

فلا يسمح بالدخول والخروج من المخيم للمقيمين فيه إلا بتصريح من السلطات العسكرية اللبنانية، ويجري تفتيش الداخلين والخارجين منه قبل الدخول إليه.

وأدى ذلك إلى معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيم، ومطالبة منظمات حقوق إنسان لبنانية ودولية بوضع حد لهذه الإجراءات الأمنية الي لا داعي لها أصلا.

ومن نافلة القول أن هذا المخيم يعاني ما تعانيه المخيمات الفلسطينية الأخرى في لبنان من التضييق على سكانه، وحرمانهم من العمل في عشرات الوظائف والأعمال التي يمكن أن يعتاشوا منها، لكن هذه القيود على تحركاتهم تضيف بعدا آخر لمعاناتهم كلاجئين في بلد شقيق مجاور لفلسطين وقد شارك بشكل أو بآخر في حرب ١٩٤٨ بين العرب واسرائيل، وتحمل وما يزال يتحمل قسما من واجباته القومية تجاه قضية العرب الأولى والمركزية، شاء الأشقاء ذلك أم أبوا، فهذا قدرهم ومسؤوليتهم حتى تحل قضية اللاجئين ويقضي الله أمرا كان مفعولا.

ولا حاجة للقول بأن الفلسطينيين جميعا يرفضون مبدأ التوطين في أي دولة عربية، تماما مثل رفضهم فكرة الوطن البديل. لكن التقصير العربي في العمل الجاد من أجل حق العودة هو الذي يطيل أمد معاناة اللاجئين، ويثير حساسيات لا داعي لها تجاه الوجود الفلسطيني الذي يفترض، بل يجب، أن يكون مؤقتا في الدول العربية المضيفة.

ومن حق الشعب الفلسطيني على أشقائه العرب أن يلقى اللاجئون الفلسطينيون في كل الدول العربية معاملة كريمةة لائقة إن لم يكن كأشقاء مكرمين، فعلى الأقل كبشر لهم حقوق إنسانية لا يتوجب انتهاكها، مثلهم في ذلك مثل المقيمين الأجانب في الدول العربية، والذين ينتمون لكل الجنسيات وكل أقطار العالم، ويعاملون معاملة "خمسة نجوم"، بينما يتم التعامل مع الفلسطينيين في تلك الدول، ومنها لبنان الشقيق مع الأسف، بأسلوب فوقي اضطهادي يتناقض مع الكرامة الإنسانية وأبسط مبادىء حقوق الإنسان.

لقد كان مخيم نهر البارد على سبيل المثال نموذجا في الانفتاح على محيطه اللبناني، وكان الأشقاء اللبنانيون يجدون فيه مصادر للرزق، وحتى العمل، قبل المعارك الدامية التي وقعت فيه عام ٢٠٠٧. لكن وضعهم الحالي لا يسر صديقا ولا عدوا :فما يزال المخيم تقريبا على نفس حالة الدمار التي تمخضت عن تلك المعارك التي لم يكن لسكانه فيها ناقة ولا جمل، وإنما وقع المخيم تحت احتلال تلك العصابة الإرهابية التي أساءت للاجئين بقدر ما ألحقته من مآس على اللبنانيين.

أما الآن، وبعد مرور تلك الفترة الزمنية الطويلة على معارك عين البارد الكارثية، فقد حان الوقت، أو هو حان منذ وقت طويل، لوضع حد للإجراءات العسكرية اللبنانية التي لا لزوم لها على المخيم، وطي صفحة لم يكن لسكان المخيم أي يد في كتابتها، والعمل لنشر روح الأخوة والتسامح بين الشعبين الشقيقين، كما كانت دائما، وكما يجب لها أن تكون.

 

2012-07-08
اطبع ارسل