
نحن ... واوباما في ولايته الثانية
حديث القدس 8-11-2012
من المعروف ان اي رئيس اميركي في ولايته الثانية يكون عادة اكثر قدرة على التخلص من الضغوط ومراكز النفوذ لانه لا يعود يطمح في ولاية اخرى ولا يكون مضطرا لارضاء ذوي التأثير داخل بلاده، فهل تنطبق هذه المقولة على الرئيس اوباما في ولايته الثانية ؟
حين ابتدأت الولاية الاولى ابدى الرئيس اوباما انفتاحا دوليا وقدم الوعود الكثيرة وكان خطابه في جامعة القاهرة مدويا ويزرع التفاؤل لدى الكثيرين وفي المقدمة شعبنا الفلسطيني. ويوم بعد يوم انقلبت الصورة واصبح اوباما عاجزا عن تحقيق اي شيء على المستوى السياسي للقضية الفلسطينية، والعكس صحيح تماما فقد ابدى انحيازا اعمى لوجهات النظر الاسرائيلية ولم يتمكن من وقف الاستيطان ولا اصغر خطوة الى الامام، كما عارض التوجه الفلسطيني الاول في مجلس الامن ومارس الضغوط حتى افشل المسعى، وهو اليوم يمارس الضغوط السياسية والمالية ضد التوجه نحو الجمعية العامة للامم المتحدة لكي تحصل فلسطين على صبغة دولة غير كاملة العضوية مع انه كان في المرة الاولى من غير المعارضين لتوجهنا نحو الجمعية العامة ان لم يكن مؤيدا.
ولان السياسة مصالح وليست قضايا عاطفية او اخلاقية او حتى مبدئية، فأن المواقف الاميركية قد لا تتغير كثيرا في عهد ولاية اوباما الثانية الا اذا قمنا نحن كعرب باستخدام نفوذنا والمصالح الكبيرة التي تربط الولايات المتحدة والعالم كله بنا. ان انحياز البيت الابيض للمواقف الاسرائيلية هو نتيجة الارتباط المصلحي والدور البالغ التأثير الذي تمارسه قوى الضغط اليهودية والمؤيدة لها داخل الولايات المتحدة.
لابد من التأكيد في هذه المناسبة ان القضايا الخارجية وقضايا الشرق الاوسط بصورة خاصة لم تكن في صلب المناقشات والتنافس الانتخابي سوى ما كان يتردد بكثرة من تأييد اوباما ورومني لاسراذىل والتسابق لاظهار ذلك وضرب الامثلة عليه، بل ان رومني زار اسرائيل قبل بدء الانتخابات وقال تصريحاته الفجة والجاهلة ضد شعبنا وثقافته ومواقفه السياسية.
ان منطقتنا العربية تموج بالتغييرات وما يسمى بالربيع العربي، وتحاول اميركا ركوب الموجة لكي تسير الرياح كما تشتهي سفنها، كما تحاول قوى ثورية جديدة كسب المباركة الاميركية ويذهب آخرون الى حد القول ان اميركا هي اساسا التي تحرك هذه القوى لتفتيت الدول العربية.
خلاصة القول ان احدا لن يتحرك لمساعدتنا اذا لم نبادر نحن الى مساعدة انفسنا واستخدام اسلحتنا المالية والنفطية والتجارية لنصرة قضايانا وفي المقدمة القضية الفلسطينية ووقف سرطان الاستيطان والتهويد، وسيكون الاختبار الاول هو التوجه الوطني نحو الامم المتحدة المقرر خلال هذا الشهر وكيف ستتصرف واشنطن تجاهه عمليا. وللاسف الشديد فهناك ممعلاومات فلسطينية شبه رسمية ان دولا عربية معينة لا تدفع اميركا لدعم توجهنا ولكنها تضغط علينا دعما للموقف الاميركي المعارض لنا في هذا المجال وهذه هي المفارقة الكارثة اذا صحت هذه المعلومات ... ولابد في مرحلة من المراحل ايضاح هذه القضية وكشف هذه الدول بالاسم وما هي وسائلها للضغط علينا.