الجامعة العربية تحذر من ممارسات الاحتلال ضد التعليم في فلسطين
القاهرة 26-5-2013
بدأت في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة، اليوم الأحد، أعمال الدورة الـ87 للجنة البرامج التعليمية الموجهة إلى الطلبة العرب في الأراضي العربية المحتلة، برئاسة دولة فلسطين.
وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح، إن اللجنة تقوم بدور هام وأساسي في التصدي لمحاولات الاحتلال الإسرائيلي تعطيل المسيرة التعليمية بهدف تجهيل الشعب الفلسطيني.
وأضاف صبيح في كلمة الأمانة العامة للجامعة العربية أمام الاجتماع، 'لا تزال إسرائيل ماضية في سياستها الهادفة إلى التهجير والتطهير العرقي في إعاقة العملية التعليمية للفلسطينيين، عبر تنفيذ سياسات الإغلاق وقطع الطرق والحصار وإغلاق وهدم المدارس ومراكز التعليم وصعوبة وصول الطلبة والمعلمين إلى مدارسهم، ما أدى إلى تدني مستوى التحصيل العلمي'.
وأضاف: رغم كل سياسات الاحتلال لإعاقة وإبطاء حركة التطور الطبيعي لقطاعات التعليم الفلسطيني إلا أن تصميم الفلسطينيين في أن يأخذ تلاميذهم وطلابهم فرصتهم وحقهم في التعليم، جعلهم يبذلون جهدا مضاعفا لتعويض أي نقص ينتج عن سياسات الاحتلال المدمرة والتي تشكل العائق البنيوي الأساسي للعملية التعليمية.
وقال إن سلطات الاحتلال تواصل سلبها للأراضي الفلسطينية لصالح بناء جدار الفصل العنصري الذي يقطع أوصال الضفة الغربية المحتلة إلى معازل وكانتونات، وما زالت تفرض حصارها العسكري على قطاع غزة منذ عام 2007، ما فاقم من الأزمة الإنسانية والمعاناة التي يعيشها 1.6 مليون فلسطيني.
وأكد صبيح أن الأوضاع التعليمية في مدينة القدس المحتلة تزداد سوءا بسبب ممارسات سلطات الاحتلال العنصرية ضد أهلها المقدسيين، والتنكر لوجودهم التاريخي في المدينة، ومضاعفة أعباء الحياة خاصة الاقتصادية، موضحا أن العملية التعليمية في القدس تحتاج إلى جهد مضاعف من قبل العرب لمواجهة سياسة التجهيل وحرمان أبناء القدس المحتلة من حقهم في التعليم.
وشدد على أن استمرار سلطات الاحتلال في ممارسة انتهاكاتها وجرائمها العنصرية ضد الشعب الفلسطيني وفي سرقة الأراضي للبناء والتوسع الاستيطاني فيها، يعد انتهاكا صارخا لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ولاتفاقية جنيف الرابعة، ولكافة قرارات الشرعية الدولية، التي استقرت على عدم شرعية هذه الممارسات والإجراءات وأدانتها لأنها تشكل عقبة أمام أي مفاوضات وأمام إقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة.
وطالب صبيح اللجنة بأن تولي اهتمامها بالطلبة الفلسطينيين المتواجدين في سوريا، وصولا إلى أن يستكملوا حقهم الطبيعي في التعليم، حيث يوجد 450 ألف لاجئ فلسطيني في المخيمات الفلسطينية بسوريا ويحتاجون لدعم جميع الدول العربية حتى تهدأ الأوضاع في سوريا.
كما طالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باتخاذ موقف جاد ضد ممارسات وانتهاكات إسرائيل وتطبيق القانون الدولي وإعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولته وعاصمتها مدينة القدس المحتلة.
وحذر من تصاعد وتيرة التطرف والعنصرية الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين ما أدى إلى زيادة معاناتهم، وبشكل خاص من الانتهاكات والممارسات العنصرية اليومية للمستوطنين، والذين تصاعدت ممارساتهم العنصرية في حرق المساجد والمصاحف وتدنيس المقابر الإسلامية والمسيحية وكتابة الشعارات العنصرية والمسيئة للدين الإسلامي والاعتداء على المواطنين وأملاكهم وجرف مزارعهم، وذلك كله بتأييد من حكومة اليمين المتطرف التي تبرر هذا الاعتداء.
من جانبه، قال رئيس وفد دولة فلسطين في الاجتماع، مدير عام المتابعة الميدانية بوزارة التربية والتعليم العالي محمد القبج، إن فصل القدس عن جسد الدولة الوليدة جغرافيا وبشريا وإحاطتها بهذا الكم الهائل من المستوطنات، لهو خير دليل على نوايا الاحتلال المبيتة لمنع الفلسطينيين من دخولها كجزء من الدول الفلسطينية.
وأشار في كلمته أمام لجنة البرامج التعليمية، إلى أن التحديات كثيرة والعراقيل ضخمة والواقع صعب ومرير، وهذا يتطلب جهدا عربيا مكثفا على الصعيدين المادي والإعلامي.
ويناقش الاجتماع على مدى خمسة أيام، تقارير الأمانة العامة للجامعة العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وفلسطين، ومصر، والمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة، وتقرير اتحاد إذاعات الدول العربية، حول دعم العملية التعليمية في الأراضي المحتلة.
كما يتابع الاجتماع سير البرامج التعليمية الإذاعية والتلفزيونية الموجهة، وظروف الإنتاج والبث والاستقبال، وتنسيق وتطوير التبادل الإذاعي والتلفزيوني، وتقرير لجنة الاستماع والمشاهدة والتدريب والتأهيل.
ومن المقرر أن ترفع اللجنة تقريرا بتوصيتها إلى مؤتمر المشرفين على شؤون الفلسطينيين في الدول العربية قبيل عرضه على الدورة القادمة لوزراء الخارجية العرب.