التاريخ : الثلاثاء 30-04-2024

السفير دبور يستقبل قادة افواج الاطفاء الفلسطيني في لبنان    |     السفير دبور يكرم الفنانة التشكيلية هبه ياسين    |     الهلال الأحمر: لا توجد بيئة صالحة للحياة في قطاع غزة ونحذّر من انتشار كبير للأمراض المعدية    |     مقررة أممية: يجب معاقبة إسرائيل ومنع تصدير السلاح إليها    |     الأردن يدين اقتحام المستعمرين "للأقصى"    |     فتوح: قمع الحراك الطلابي في الجامعات الأميركية يكشف زيف وكذب إدارة بايدن    |     رئيس بوليفيا يطالب باتخاذ إجراءات صارمة لوقف حرب الإبادة في قطاع غزة    |     "آكشن إيد" الدولية: غزة أصبحت مقبرة للنساء والفتيات بعد 200 يوم من الأزمة الانسانية بسبب العدوان    |     مع دخول العدوان يومه الـ202: شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة    |     "فتح" تهنئ الجبهة الديمقراطية بنجاح مؤتمرها الثامن وبانتخاب فهد سليمان أمينا عاما    |     رئيس الوزراء ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار يستكملان إجراءات الاستلام والتسليم    |     "التعاون الإسلامي" ترحب باعتراف جمهورية جامايكا بدولة فلسطين    |     مصطفى يؤكد ضرورة عقد مؤتمر للمانحين لدعم الحكومة الفلسطينية    |     أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية أي اقتحام لرفح وتداعياته الخطيرة    |     الجامعة العربية تدعو مجلس الأمن لاتخاذ قرار تحت الفصل السابع يضمن امتثال إسرائيل لوقف إطلاق النار في    |     البرلمان العربي: قرار جامايكا الاعتراف بدولة فلسطين "خطوة في الإتجاه الصحيح"    |     ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34262 والاصابات إلى 77229 منذ بدء العدوان    |     الرئاسة ترحب بالتقرير الأممي الذي أكد إسرائيل لم تقدم أية أدلة تدعم مزاعمها حول "أونروا"    |     ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع "الأونروا" في غزة    |     جنوب إفريقيا تدعو إلى تحقيق عاجل في المقابر الجماعية بقطاع غزة    |     برنامج الأغذية العالمي: نصف سكان قطاع غزة يعانون من الجوع    |     مع دخول العدوان يومه الـ201: الاحتلال يكثف غاراته على قطاع غزة مخلّفا شهداء وجرحى    |     جامايكا تعلن الاعتراف بدولة فلسطين    |     مئات المستعمرين يقتحمون المسجد الأقصى
الاخبار » زينب الوزير في ذمة الله
زينب الوزير في ذمة الله

زينب الوزير في ذمة الله

عدلي صادق/ الحياة الجديدة

بتاريخ 29-4-2014

غيّب الموت الحق، اختنا زينب الوزير (أم أحمد) بعد مشوار عمرها الزاخر بالعطاء بلا حدود، على طريق فلسطين، مفعمة بروح الانتماء الحصري لقضية شعبها ومجتمعه وتفصيلات حياته اليومية، دون أن تغادر الظلال أو تصطاد الكاميرات. فقد عاشت حياتها تعلم جيداً متى ينبغي أن تكون حاضرة. سيّدة من نمط خاص، ذات مشاعر فيّاضة وأحاسيس مرهفة، ودفء انساني ظاهر الحنان. تتبدى زهرة جميلة في مواجهة صعاب الحياة وضغوط أوقاتها. تراقب الأحداث وتعيشها، لأن الدنيا الفلسطينية كانت عندها ـ كمربية ومعلمة ـ بمثابة الفصل الدراسي الذي يتوجب عليها الاعتناء به والاسهام في أخذه الى سوية الكياسة والرُشد والأدب الجَمْ.
اختنا «أم أحمد» تمثلت طوال حياتها روح وطيف شقيقها أمير الشهد «أبو جهاد» بما عُرف عنه من دماثة الخُلق والتواضع والمثابرة، وهو من هو، في ركوب الأخطار ومواجهة التحديات وصنع الثورة. اكتفت من تغذية الروح والفخار العائلي، بقليل من الصور العائلية مع شقيقها القائد. وضعتها في أطرٍ صغيرة، حملتها معها أينما ذهبت واستقرت، فعاش معها «أبو جهاد» بذكراه وسمات وجهه المتفائل المشرق!
عندما انتهت الحرب التي شنها المحتلون على لبنان، وتوزعت قواتنا على المنافي الجديدة؛ كان الشهيد «أبو جهاد» يريد انتشاراً باحداثيات تناسب القطاع العسكري الذي يُديره ويتعلق بالأراضي المحتلة. فـ «أبو عمار» عندما سُئل قبل الابحار من مرفأ بيروت «الى أين؟» أجاب بلغة مجازية: «الى فلسطين». وكانت تلك، الوجهة العامة للحركة الوطنية الفلسطينية. و»أبو جهاد» هو المعني بالوُجهة التفصيلية، لكي لا يكون القول المجازي شعاراً بلا عمل. قال لنا: «ما فائدة وجودكم لعملنا، في معسكرات اليمن والسودان والجزائر وتونس؟» وأجاب بنفسه: «أريدكم حيثما يوجد فلسطينيون يذهبون ويعودون الى الأراضي المحتلة، في غضون أيام. فمعهم وبينهم يكون عملكم». ولما أوصلتني الدروب الى دولة الامارات، وفق تلك التعليمات، والتحقت بصحيفة «البيان» في دبي للعمل كمحرر؛ كانت «أم أحمد» هي العنوان الأول، وكان للعنوان أهميته. فقد أسست زينب الوزير، جمعية للمرأة الفلسطينية، أصبحت سفارة أخرى ومنبراً، واستوعبت شباباً للفرق الفنية التي تؤدي التراث الشعبي الفلسطيني، وترفد الثورة بالشباب المستعدين للقتال. وكانت «أم أحمد» بما تمتعت به من أدب ظاهر وايمان صوفي بقضية شعبها ومثابرة تدعو الى الاعجاب، قد حظيت بمساندة الشيخة جواهر القاسمي حرم الفاضل المؤرخ والأديب الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة. ففي تلك الفترة عملنا معاً، كلجنة لحركة «فتح» وأخرى بعدئذٍ، لدعم الانتفاضة الطويلة الأولى. تعلمنا منها كيف نؤدي واجبنا في صمت وبتفانٍ، وفق ما يقتضيه المكان، وكنا جئنا من مناخ صاخب. فقد خبأت زينب الوزير وراء ما يتبدى من هدوء نفسها وطبعها، روحاً هادرة مسكونة بالسياسة وباحساس عالٍ بالمسؤولية. وقد أعانها في عملها، وأعانته، زوجها الصديق موسى الوزير «أبو أحمد» الذي ظل قائماً مثابراً، في قلب مشروع العمل الوطني. ومع الانتقال الى الوطن، شغلت «أم أحمد» موقعاً قيادياً في وزارة التعليم، وهي ميدان عملها المناسب.
كان الفتحاويون منصفين، عندما اختاروا أختهم زينب، في مؤتمرهم العام السادس، عضواً في المجلس الثوري، برلمان الحركة، مع شقيقها د. زهير، المناضل منذ الخلايا الأولى. واللافت أن أعضاء هذه الأسرة، يتسمون جميعهم بميزة العطاء بلا تباه ولا غرور، ويفرضون احترامهم، على النحو الذي يليق بالكبير الشهيد «أبو جهاد». رحم الله أختنا «أم أحمد» وجزاها عن الاحسان احساناً، ومنحها درجة الصابرات اللاتي يُوفَيْنَ أجورهن، وهو القائل سبحانه:»انما يُوَّفى الصابرون أجرهم بغير حساب».
adlishaban@hotmail.com

2014-04-29
اطبع ارسل