التاريخ : الإثنين 13-05-2024

السفير دبور يلتقي قيادة حركة فتح في منطقة البقاع    |     السفير دبور يلتقي قيادة حركة فتح في منطقة بيروت    |     السفير دبور يلتقي قيادة حركة فتح في منطقة الشمال    |     الرئيس يهنئ أمير الكويت بتشكيل الحكومة الجديدة    |     "فتح" تنعى عضو المكتب السياسيّ للجبهة الديمقراطيّة القائد الوطني طلال أبو ظريفة    |     الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم ما يهدد بكارثة إنسانية    |     شهداء وجرحى في تجدد غارات الاحتلال على جباليا شمال قطاع غزة    |     "الأونروا": 360 ألف نازح من رفح خلال الأسبوع الماضي    |     أبو الغيط والمسلم: القضية الفلسطينية حاضرة بقوة على أجندة أعمال القمة العربية بالبحرين    |     رئيس الوزراء يشكر في اتصال هاتفي القائمين على مبادرة "سند" لجمع 2 مليار دولار لإغاثة أهلنا في غزة    |     رفح.. شوارع وأسواق مقفرة و"خوف" من المجهول    |     مع دخول العدوان يومه الـ216: عشرات الشهداء والجرحى والمفقودين جراء قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غز    |     "الأونروا": الاحتلال هجرّ قسريا نحو 80 ألف فلسطيني من رفح خلال ثلاثة أيام    |     ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 34904 شهداء وأكثر من 78514 مصابا    |     أبو هولي: لا بديل عن الدور الحيوي للأونروا في دعمها وإغاثتها للاجئين    |     الجمعية العامة تصوت غدا على مشروع قرار بشأن أحقية دولة فلسطين بالعضوية الكاملة    |     ثمانية شهداء في قصف الاحتلال المتواصل على غزة ورفح    |     السفير دبور يستقبل رئيس بلدية صيدا    |     السفير دبور يلتقي السفير الكوبي في لبنان    |     "أوتشا": مخزون المساعدات بغزة لا يكفي لأكثر من يوم واحد    |     الأردن يدين احتلال إسرائيل للجانب الفلسطيني من معبر رفح    |     اليونيسف تحذر من "مجاعة" حال إغلاق معبر رفح مدة طويلة    |     نادي الأسير: الاحتلال يرتكب جريمة بحق الطفل جود حميدات    |     "جنوب أفريقيا": الهجوم على رفح سيدمر آخر ملجأ للناجين في قطاع غزة
أراء » مقاومة شجاعة... وأسئلة مقلقة
مقاومة شجاعة... وأسئلة مقلقة

مقاومة شجاعة... وأسئلة مقلقة

الحياة الجديدة/محمد علي طه
 

كان الرّئيس محمود عبّاس جريئاً وصريحاً، كعادته، وذا رؤيا واضحة بعيدة المدى حينما شجب عمليّة خطف الفتيان الإسرائيليّين الثّلاثة متوقّعاً ما ستجلبه من خراب ودمار على شعبنا وقضيّته. هذه العمليّة التي وجد نتنياهو فيها فرصة مواتية للرّدّ العنيف على حكومة الوفاق الوطنيّ الفلسطينيّة التي "خربطت" مخطّطات واستراتيجيّات إسرائيل فاستغلّها استغلالاً إعلاميّاً منفلتاً لتحريض الرّأي العام الإسرائيليّ والدّوليّ وتحضيره لهذا العدوان الذي يستحقّ النّعوت القذرة كلّها.
هذه الحرب القذرة التي تشنّها إسرائيل منذ واحد وعشرين يوماً ليست حرباً على حركة حماس فإسرائيل لا ترغب ولا تنوي القضاء على حماس كما يصرّح قادتها صباح مساء، وليست حرباً على غزّة البطلة الصّامدة شوكةً في حلق الاحتلال بل هي حرب على المشروع الوطنيّ الفلسطينيّ والحلم الفلسطينيّ يدفع ضريبتها الباهظة جدّاً شعبنا وبخاصّةً قطاع غزّة، شعباً وأرضاً، وهي برهان ساطع على أنّ اليمين وهو الأكثريّة السّاحقة في إسرائيل يرفض بعناد الحلّ السّلميّ للصّراع ويصرّ على التّعامل مع الشّعب الفلسطينيّ بلغة السّلاح والقتل والتّدمير. وتذكّرنا بأنّ قادة إسرائيل لم يتخلوا عن حلم إسرائيل الكبرى ويعارضون إقامة دولة فلسطينيّة مهما كانت مساحتها صغيرة، وما حديث نتنياهو في جامعة بار ايلان قبل سنوات سوى ضريبة كلاميّة إعلاميّة يتقنها كلمنجيّ ماهر. ولكن على الرّغم من الجو الحربيّ الأسود المعادي لكلّ ما هو فلسطينيّ وعربيّ الذي يسود إسرائيل، وعلى الرّغم من إعلامها المجنَّد للحرب وللعدوان، وعلى الرّغم من محلّلي تلفزيوناتها الدّمويّين برزت في هذه الأيّام أصوات تشجب الحرب أو على الأقلّ تتساءل: إلى متى؟ لماذا لم نتجاوب مع مبادرة السّلام العربيّة؟ لماذا لم نسعَ إلى حلّ سلميّ مع الرّئيس الفلسطينيّ أبو مازن ومع السّلطة الوطنية ومنظّمة التّحرير؟ وتقول بصراحة وبصوتٍ عالٍ: لا حلّ عسكريّاً للصّراع مهما بلغت قوّة إسرائيل العسكريّة فتعالوا نجرّب الطّريقة الأخرى!
دفع شعبنا الفلسطينيّ في هذه الحرب، والأدقّ في هذا العدوان عليه، ثمناً باهظاً لا يقدّر، بشريّاً وماديّاً، وما مجازر الشّجاعيّة وخزاعة وبيت حانون التي دلّت على وحشيّة المعتدين وحقدهم البهيميّ والتي كشفت عنها كاميرات الفضائيّات إلا النّزر اليسير من هذا الثّمن الباهظ. وفي الوقت نفسه حقّق شعبنا انجازاً كبيراً في مقاومته للغزاة وفي صموده الأسطوريّ وفي وحدته الرّائعة بشتّى أطيافه الجغرافيّة والحزبيّة والفصائليّة.
أشعر في هذه الأيّام بمخاوف وبقلق من أنّ مؤامرة إقليميّة ودوليّة تحاك ضد شعبنا وقضيّته العادلة وقيادته الشّرعيّة ويحقّ لي أن أتساءل: لماذا لم توافق المقاومة على المبادرة المصريّة والعربيّة مع التّعديلات التي أدخلها الرّئيس ابو مازن عندما كان عدد الشّهداء لا يتجاوز المائة شهيد وقبل دمار الشّجاعيّة وخزاعة وبيت حانون؟ وهل قرار وقف إطلاق النّار الذي تسعى له دول مثل اميركا وفرنسا التي تزعم ليل نهار أنّ إسرائيل تقوم بالدّفاع عن سكّانها، ودولة مثل تركيا التي يحلم زعيمها بالخلافة الإسلاميّة العثمانيّة ويخوض معركته الانتخابيّة على حساب دم شهدائنا، وإمارة الغاز الوطنيّة جدّاً جدّاً، سيكون أفضل من المبادرة المصريّة أم أقلّ منها؟ ولماذا علينا أن نعطي دوراً لقطر وتركيا ونستبعد مصر في حين أنّها هي رئة الشّعب الفلسطينيّ؟ ولماذا لم يُعطَ الرّئيس الفلسطينيّ، بعد حكومة الوفاق، الحقّ الكامل بالموافقة على المبادرة أو رفضها نيابة عن الشّعب الفلسطينيّ كلّه؟ هل لقيادة الإخوان المسلمين العالميّة دور في رفض المبادرة المصريّة؟ والأهم من كلّ ذلك: هل هناك مؤامرة لسرقة القرار الوطنيّ الفلسطينيّ الذي دفع شعبنا الألوف المؤلّفة من الشّهداء للحصول عليه؟
أرجو ألا أكون متطفلاً أو متشائماً في هذه الأسئلة والمخاوف التي أراها شرعيّة !

2014-08-01
اطبع ارسل